«كروز» الروسية تشعل سماء أوكرانيا.. إنذار جوي بعموم البلاد

أطلقت السلطات الأوكرانية، صباح الثلاثاء، إنذارًا جويًا في سائر أنحاء البلاد للتصدي لقصف روسي، مشيرة إلى أنّها رصدت صواريخ «كروز» متجهة نحو العاصمة كييف.
وقالت الإدارة العسكرية لمنطقة كييف، في منشور على تطبيق «تليغرام»: «الإنذار الجوي متواصل. ابقوا في الملاجئ إلى حين يزول الخطر».
وبحسب السلطات، فإنّ امرأة تبلغ من العمر 44 عامًا أصيبت بجروح في قصف طال منطقة أوبوخيف في ضواحي العاصمة، كما لحقت أضرار بعدد من المنازل في منطقة فاستيف.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية، الثلاثاء، إنّها اعترضت ودمّرت 19 طائرة بدون طيار أوكرانية خلال الليل.
ويأتي هذا القصف غداة الذكرى الثالثة لعملية روسيا العسكرية لأوكرانيا، والذي أسفر عن مقتل عشرات الآلاف من الجنود من كلا الجانبين.
ودمرت المعارك مدنًا في جنوب أوكرانيا وشرقها، وأجبرت الملايين على الفرار من منازلهم.
بوتين: زيلينسكي وصل لطريق مسدود
وفي سياق متصل، أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن فولوديمير زيلينسكي أوصل نفسه إلى طريق مسدود بمنعه نفسه من التفاوض مع روسيا.
وقال بوتين، خلال مقابلة: «المشكلة هي أنّه (زيلينسكي) يتجنب هذه المفاوضات (حول تسوية سلمية للصراع في أوكرانيا). لماذا؟ لأنه إذا بدأت هذه المفاوضات، عاجلًا أم آجلًا، وعلى الأرجح بسرعة كبيرة، فإنها ستؤدي إلى الحاجة إلى رفع الأحكام العرفية».
وأكد بوتين أن «الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لديه حرية التصرف فيما يتعلق بالوضع في أوكرانيا، وأوروبا نفسها رفضت التفاوض مع روسيا، وإذا أرادوا العودة فعليهم أن يفعلوا ذلك، كما أنه من الضروري في أوكرانيا أن يأتي إلى السلطة أشخاص يحظون بثقة الشعب».
وأضاف: «من وجهة نظر مصالح تعزيز الدولة الأوكرانية، فمن الضروري هنا بالطبع التصرف، على ما يبدو، بشكل أكثر نشاطًا وفي اتجاه مختلف تمامًا، يجب أن نوصل إلى السلطة أشخاصًا يحظون بثقة شعب أوكرانيا».
وأوضح بوتين أن «روسيا والولايات المتحدة تريدان التوصل إلى سلام بأسرع وقت في أوكرانيا، وزيلينسكي يعيق ذلك، والرئيس دونالد ترامب يريد تصحيح الوضع السياسي في أوكرانيا».
وأشار بوتين إلى أن «زعماء الاتحاد الأوروبي منخرطون مع نظام كييف ولا يمكنهم الخروج عن هذا الموقف مع الحفاظ على ماء الوجه».
كما شدد بوتين على أن «روسيا ليس لديها أي شيء ضد الحفاظ على الدولة الأوكرانية، لكن لا ينبغي استخدام أراضيها كنقطة انطلاق معادية».
وأضاف: «نحن لا نرحب فحسب، بل نشكر جميع شركائنا الذين يثيرون هذه القضايا والذين يسعون جاهدين لضمان تحقيق السلام. ما أقوله هو أنّه ليس الأوروبيون فقط بل دول أخرى أيضًا لها الحق ويمكنها المشاركة، ونحن نتعامل مع هذا باحترام».
وأكد بوتين أن روسيا مستعدة للعمل مع أي شركاء أجانب، بما في ذلك الأمريكيون، مشيرًا إلى أن «الأراضي الجديدة»، التي وصفها بأنها «أراضينا التاريخية التي عادت إلى روسيا»، مفتوحة للاستثمار والتعاون مع الشركاء الدوليين.
كما وصف بوتين اقتراح ترامب بخفض الإنفاق العسكري من قبل روسيا والولايات المتحدة بأنه «أمر جيد»، موضحًا أن البلدين يمكن أن يتفقا على خفض الإنفاق الدفاعي بنسبة 50%، مؤكدًا أن الصين قد تنضم إلى هذا الاتفاق.
وأشار بوتين إلى أن «مشاركة الدول الأوروبية في عملية التفاوض بشأن أوكرانيا مطلوبة»، لكنه شدد على أن «الزعماء الأوروبيين متحيزون للسلطات الحالية في أوكرانيا».
كما أكد بوتين احترام روسيا لجهود الدول الأعضاء في تجمع «بريكس» الساعية لحل الصراع في أوكرانيا، مشيرًا إلى أن موسكو تتعامل بإيجابية مع أي مبادرات تسهم في تحقيق السلام.
وكانت محادثات روسية-أمريكية رفيعة المستوى قد جرت في العاصمة السعودية الرياض، حيث اتفق الطرفان على تهيئة الظروف لاستئناف التعاون بالكامل بين روسيا وأمريكا وتوسيعه إلى مجالات جديدة ذات اهتمام مشترك.
aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA== جزيرة ام اند امز