الطيور تواجه تغير المناخ.. استراتيجيات متنوعة للبقاء على قيد الحياة
تكافح جميع الكائنات الحية من أجل التكيف مع التغيرات البيئية، وهذا واضح من التاريخ التطوري للحياة على سطح الأرض.
هناك بعض الأنواع تنجح في البقاء على قيد الحياة، وأخرى تنفق وتُمحى من على وجه الأرض، وقد يتمكن علماء الحفريات في يوم ما من إيجادها وتعريفها إلينا.
وتقوم الكائنات الحية باستراتيجيات تكيفية مختلفة مذهلة يحاول العلماء كشف الستار عنها يومًا بعد يوم.
ومن المعروف أنّ كوكبنا يعاني اليوم من التغيرات المناخية، وهذا يعني تغيرات بيئية بوتيرة سريعة عن المعتاد.
وهذا بدوره محفز للكائنات الحية لإظهار قدراتها واستراتيجياتها التكيفية والتي لا تظهر إلا عند وضعها تحت الضغوطات البيئية.
الأمر الذي حث مجموعة بحثية من جامعة ميشغان لإجراء دراسة حول الاستراتيجيات التطورية التي تتكيف عبرها الطيور غير المهاجرة مع التغيرات البيئية الحاصلة اليوم، ولاحظوا الاستراتيجيات المختلفة التي تتخذها تلك الطيور من أجل الحفاظ على الأجيال القادمة من نسلها، أجيال قادرة على الصمود والتكيف والبقاء. ونشر الباحثون دراستهم في دورية “إيكولوجي ليترز” (Ecology Letters) في 24 فبراير/شباط 2025.
بيانات ضخمة
ولفهم العوامل الرئيسية التي من شأنها أن تحرك العملية التطورية والتنوع البيولوجي، جمع الباحثون مجموعة من البيانات العالمية لما يقرب من 7500 نوع من الطيور، بهدف فهم العلاقة بين الاستراتيجيات التي تختارها الطيور للتطور والتكيف والحفاظ على أجيال مستقبلية منها، وتنوع بيئة الطائر.
وتلك البيانات الضخمة تجعل الدراسة أكثر شمولًا في معالجة استراتيجيات الطيور غير المهاجرة، وكيف تتفاعل في المناطق التي تتقلب فيها درجات الحرارة في نفس العام وفي مواسم مختلفة.
وماذا وجدوا؟
كشف الباحثون عن استراتيجيات متنوعة تتخذها أنواع الطيور المختلفة للتكيف. على سبيل المثال، العصافير الصغيرة، تبذل من طاقتها ومواردها من أجل صغارها حتى وإن كان الثمن ألا تعيش أجيال الآباء والأمهات طويلًا، يكفي أن يعيش الصغار ويحافظون على النسل والتكاثر.
هناك بعض أنواع الطيور الأخرى، مثل الببغاء ذو العُرف الكبريتي، والذي يمكنه العيش لعدة سنوات. وهذه تتخذ استراتيجية مختلفة لتحمل عام صعب من حيث الظروف البيئية ودرجات الحرارة.
تتمثل تلك الاستراتيجية في عدم التكاثر؛ إذ أنها قادرة على تعويض إنتاج ذريتها لاحقًا. وعلى الرغم من أنّ أنواع الطيور التي تعيش لسنوات طويلة قادرى على حماية نفسها من السنوات الصعبة، إلا أنها تتكيف ببطء مقارنة بالطيور قصيرة العمر.
مع ذلك، يرى العلماء أنّ هناك العديد من التحديات التي تواجه الطيور للتكيف مع التغيرات البيئية من حولها؛ سواء كانت تلك الطيور قصيرة أو طويلة العمر؛ فإنها في عصر تتسارع فيه وتيرة التغيرات المناخية عامًا بعد عام، ما يضعها تحت ضغوطات هائلة؛ خاصة وأنّ العملية التطورية تستغرق وقتًا يمتد لأجيال.
aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA==
جزيرة ام اند امز
