اخبار لايف

عم سيد 40 سنة في صناعة الكنافة البلدي.. حكاية عشق متوارثة ببني سويف





الخميس 06/مارس/2025 – 08:06 ص

في شارع ضيق بمدينة ببا جنوب محافظة بني سويف، وبين رائحة الدقيق والماء التي تختلط برائحة النار، يقف عم سيد، الرجل الذي أفنى عمره في صناعة الكنافة البلدي، يمارس مهنته بحب وعشق لا يتغيران منذ أربعين عامًا.

ورثتها عن أبويا، وأبويا كان وارثها عن جدي.. بهذه الكلمات يبدأ عم سيد حديثه، وهو يسكب العجين في القمع النحاسي، محركًا يده بخبرة السنين، حتى تتساقط خيوط الكنافة على الصاج الساخن، في مشهد لا يختلف كثيرًا عن لوحة فنية مرسومة بحرفية عالية.

رمضان.. موسم الخير والبركة

يبدأ يوم عم سيد في رمضان قبل أذان الظهر، إذ يجهز أدواته ويبدأ في صناعة الكنافة، لتكون جاهزة قبل الإفطار بساعات – رمضان ده موسمنا الكبير، بشتغل فيه يوميًا، الناس بتيجي تاخد الكنافة سخنة عشان يحضروا بيها أحلى الحلويات، يقولها مبتسمًا وهو يتلقى طلبات زبائنه القادمين من كل مكان.

أما باقي أيام السنة، فيعمل يومي الاثنين والخميس فقط، إذ يعتمد على زبائنه الدائمين، الذين لا يستطيعون الاستغناء عن طعم الكنافة البلدي الأصيلة.

مهنة تتحدى الزمن

ورغم التطور الكبير وظهور الكنافة الآلية، فإن عم سيد يرى أن الكنافة البلدي لها مذاق خاص، قائلًا: اللي داق الكنافة البلدي عمره ما ينسى طعمها، إحنا بنعملها بإيدينا وبنحط فيها حبنا وتعبنا.

وبينما يواصل عمله دون كلل، يحلم عم سيد بأن تستمر المهنة مع أبنائه، كما استلمها عن والده، ليبقى هذا التراث الجميل شاهدًا على تاريخ طويل من الإبداع والصبر، ولتبقى الكنافة البلدي رمزًا للشهر الكريم وذكرى لا تغيب عن موائد المصريين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى