اخبار لايف

الناتو في مأزق أمني.. ثغرة في جدار استخبارات الحلف


يواجه حلف شمال الأطلسي (الناتو) تحديات متزايدة في تبادل المعلومات الاستخباراتية، حيث تزداد الشكوك بين الدول الأعضاء.

وقد تفاقمت هذه الأزمة جراء النهج السياسي الذي يتبعه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مما أثار مخاوف بشأن مستقبل تبادل المعلومات الحساسة داخل الحلف، وفقا لصحيفة “بوليتكو” الأمريكية.

ويشهد الحلف منذ فترة طويلة توترات ناجمة عن انعدام الثقة بين الأعضاء الغربيين التقليديين في التحالف والأعضاء الجدد من الشرق الشيوعي السابق. وقد ازداد الأمر سوءًا في أعقاب العملية الروسية في أوكرانيا، عندما ازدادت الشكوك تجاه المجر، والتي انضمت إليها مؤخرًا سلوفاكيا، وفقا لثمانية مسؤولين حاليين وسابقين في حلف شمال الأطلسي والأمن على دراية بتبادل المعلومات الاستخباراتية في التحالف.

تاريخ تبادل المعلومات الاستخباراتية في الناتو

لطالما كان تبادل المعلومات الاستخباراتية بين الدول الأعضاء في الناتو أداة حيوية لتعزيز الأمن الجماعي، لكنه لم يكن متساويًا بين جميع الأعضاء. فهناك تفاوت في مستوى الثقة، حيث تحتفظ بعض الدول بمعلومات حساسة فقط ضمن دوائر ضيقة من الحلفاء المقربين، مثل مجموعة “العيون الخمس”، التي تضم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا. ويرجع ذلك في الأساس إلى مخاوف التسريبات والشكوك في أن بعض وكالات الاستخبارات الوطنية ربما تكون قد تعرضت للاختراق من قبل الروس.

وقال مسؤول سابق في الاستخبارات الكندية، إن الحلفاء “لا يتشاركون حقًا أثمن معلوماتهم الاستخبارية عندما يتعلق الأمر بتحالفات مثل هذه … كنا نعلم أنهم كانوا مطمعًا من قبل الأجهزة المعادية”.

ويمكن أن يكون تبادل المعلومات الاستخباراتية قويًا للغاية، كما حدث عندما أعلنت إدارة بايدن عن استعدادات روسيا لمهاجمة أوكرانيا، والتي لعبت دورًا حاسمًا في تنبيه الحلفاء وحشد الاستجابة.

التوسع شرقا

مع انضمام دول أوروبا الشرقية إلى الناتو بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، زادت المخاوف بشأن إمكانية تسرب المعلومات الاستخباراتية إلى جهات معادية، لا سيما روسيا. وقد أدى ذلك إلى تقييد وصول بعض الدول الأعضاء إلى المعلومات الحساسة، خاصة تلك التي يُنظر إليها على أنها تربطها علاقات وثيقة بموسكو، مثل المجر وسلوفاكيا.

سياسات ترامب

ووفقا للصحيفة، فإن الحذر بشأن تبادل المعلومات الاستخباراتية ليس بالأمر الجديد. وفي مقابلة مع “بوليتيكو” العام الماضي، قال ريتشارد ديرلوف إنه عندما كان رئيسا لجهاز المخابرات البريطاني MI6 بين عامي 1999 و2004 كان انتقائيا للغاية بشأن ما سيشاركه مع جهاز المخابرات الألماني، خوفا من تسربه إلى روسيا. وقال: “كانت هناك بعض الأشياء شديدة الحساسية ما كنا لنقدمها لهم في شهر من أيام الأحد”.

تداعيات

أي تراجع في تبادل المعلومات داخل الناتو قد يؤدي إلى ضعف الاستجابة للتهديدات الأمنية، مثل الإرهاب والتحديات التي تشكلها روسيا والصين. ومن شأن ذلك أن يدفع بعض الدول إلى الاعتماد على قنوات ثنائية بدلاً من التنسيق الجماعي، مما قد يخلق فجوات أمنية ويؤثر على فعالية الحلف.

aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA== جزيرة ام اند امز US

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى