الحرب الأوكرانية.. «تحالف الراغبين» أمام تحدي «الردع الأمني» لروسيا

بدأ حلفاء أوكرانيا مناقشة خطط دعم أمنها بعد نهاية حربها مع روسيا، في حال التوصل لاتفاق سلام بين البلدين.
وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر اليوم السبت، إن الدول الأوروبية وحلفائها الغربيين يكثفون استعداداتهم لدعم أوكرانيا في حال التوصل إلى اتفاق سلام مع روسيا، مشيرا إلى أن قادة الدفاع سيعدون “خططا قوية” الأسبوع المقبل.
واستضاف ستارمر اليوم اجتماعا عبر الإنترنت لكسب دعم الحلفاء لزيادة الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لقبول اتفاق وقف إطلاق النار الذي يدعو إليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ولجمع الالتزامات اللازمة للمساعدة في تأمين أي اتفاق، وهو أمر أوضح ترامب أنه يتوقع من أوروبا أن تتولى مسؤوليته، وفقا لـ”رويترز”.
التزام “تحالف الراغبين”
وشارك في الاجتماع نحو 20 زعيما، منهم قادة ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وكندا وأستراليا، بالإضافة إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، لكن الولايات المتحدة لم تشارك.
وقال ستارمر إن “تحالف الراغبين” أكد التزامه بدعم أوكرانيا في الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات، وبتأمين أي وقف لإطلاق النار ينجم عن مبادرات ترامب تجاه روسيا.
وفي حين رحّبت روسيا بمقترح وقف إطلاق النار من حيث المبدأ، فقد طرحت أيضا قائمة شروط تُعيد التأكيد على أهدافها، مشيرة إلى أن أي اتفاق لن يتحقق بسرعة.
وقال ستارمر للصحفيين “اتفقنا على مواصلة الضغط على روسيا، والحفاظ على تدفق المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا، وتشديد القيود على الاقتصاد الروسي لإضعاف آلة (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين الحربية وإجباره على الجلوس إلى طاولة المفاوضات”.
وأضاف: “ستجتمع جيوشنا يوم الخميس، هنا في المملكة المتحدة، لوضع خطط قوية ومتينة لدعم اتفاق سلام وضمان أمن أوكرانيا في المستقبل. لقد عرض الرئيس ترامب على بوتين طريق السلام الدائم، والآن علينا أن نجعل هذا حقيقة واقعة”.
ضمانات أمنية
من جانبه، قال زيلينسكي بعد الاجتماع إنه أبلغ حلفاء كييف الغربيين بضرورة “تحديد موقف واضح بشأن الضمانات الأمنية”، بما في ذلك الالتزام بنشر قوات على الأراضي الأوكرانية.
وأضاف في منشور على منصة إكس: “هذا ضمان أمني لأوكرانيا وضمان أمني لأوروبا”.
وأعلنت كل من بريطانيا وفرنسا أنهما قد ترسلان قوات لحفظ السلام إلى أوكرانيا في حال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وقال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي بعد الاجتماع إن بلاده منفتحة أيضا على طلبات المساهمة في جهود حفظ السلام في المستقبل.
لكن حتى في حال الاتفاق على وقف إطلاق النار، لا يزال الغموض يكتنف الكثير من الأمور، إذ أعلنت روسيا صراحة أنها لن تقبل بنشر قوات غربية على الأراضي الأوكرانية.
وأكد ستارمر أنه “لردع بوتين عن شن هجوم جديد، لا بديل عن الردع الأمني من واشنطن التي تشكل قواتها وبنيتها التحتية العمود الفقري لحلف شمال الأطلسي”.
وأضاف “يجب أن يتم ذلك بالتعاون مع الولايات المتحدة. نحن نتحدث مع أمريكا بشكل يومي”.
شروط بوتين
وجاء هذا الاجتماع استكمالا لجهود دبلوماسية مكثفة بين الدول الأوروبية ودول غربية أخرى لإيجاد سبل لمساعدة أوكرانيا بعد أن تخلى ترامب عن نهج واشنطن الداعم لأوكرانيا وأطلق محادثات سلام مع روسيا.
وقال ترامب إن هناك “فرصة كبيرة” لإنهاء الحرب بعد أن عقد مبعوثه ستيف ويتكوف اجتماعا مطولا مع بوتين مساء الخميس في موسكو، وصفه الرئيس الأمريكي بأنه كان “جيدا ومثمرا للغاية”.
لكن بوتين قال إنه يريد من أوكرانيا التخلي عن طموحاتها بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وأن تسيطر روسيا على كامل المناطق الأوكرانية الأربع التي تقول إنها تحت سيادتها، وأن يكون حجم الجيش الأوكراني محدودا، وهي مطالب رفضتها كييف.
وقال ستارمر إن رد بوتين لم يكن كافيا، لكن “أعتقد أنه عاجلا أو آجلا، سيضطر للجلوس إلى طاولة المفاوضات والدخول في نقاش جاد”.
من جهته، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد الاجتماع “روسيا لا تعطي انطباعا بأنها تريد السلام بجدية. بدلا من الاستجابة للمقترح الأمريكي، تكثف روسيا هجومها (على أوكرانيا)”.
وأضاف ماكرون “يريد الرئيس بوتين الحصول على كل شيء، ثم التفاوض. إذا أردنا السلام، فيجب على روسيا الرد بوضوح، ويجب أن يكون الضغط واضحا، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار”.
aXA6IDIxMy4xNjUuMjQ3LjkzIA== جزيرة ام اند امز