«ديربورن» غاضبة وبايدن يخشى التبعات.. مقال «عاصمة الجهاد» يشعل النار
“عاصمة الجهاد” وصف في مقال بصحيفة ذائعة الصيت؛ تحول إلى كرة نار، وحرك ثنائية “الغضب والأمن” في مدينة ديربورن الأمريكية.
الغضب كان في صفوف المسلمين الذين يعيشون في المدينة بعد هذا الربط مع “الإرهاب”، والأمن تحرك خوفا من تبعات الغضب، فما القصة؟
المقال المشار إليه كتبه ستيفن ستالينسكي، مدير معهد أبحاث الإعلام في الشرق الأوسط، الذي يصف نفسه بأنه منظمة مستقلة وغير حزبية وغير ربحية.
ونشرت الصحيفة المقال، الجمعة الماضي، بعنوان “مرحبا بكم في ديربورن، عاصمة الجهاد في أمريكا”، وجاء فيه: “الآلاف يتظاهرون دعما لحماس وحزب الله وإيران.
وأضافت: “يهتف المتظاهرون، الذين يغطي العديد منهم وجوههم بالكوفيات، “الانتفاضة، الانتفاضة”، و”من النهر إلى البحر، فلسطين ستتحرر”، و”أمريكا دولة إرهابية”. ويلقي الأئمة المحليون خطبا نارية معادية للسامية. هذا ليس الشرق الأوسط. إنها ضاحية ديربورن بولاية ميشيغان في ديترويت”.
وتابع ستالينسكي في مقاله أنه “مباشرة بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول، وقبل فترة طويلة من بدء إسرائيل هجومها البري على غزة، كان الناس يحتفلون بالأحداث المروعة التي وقعت في ذلك اليوم في مسيرات ومسيرات مؤيدة لحماس في جميع أنحاء ديربورن”.
“تشديدات أمنية”
وردا على ذلك، قال رئيس بلدية مدينة ديربورن، بولاية ميشيغان، إن شرطة المدينة تكثف وجودها في أماكن العبادة ومواقع البنية التحتية الرئيسية عقب نشر المقال.
ووصف رئيس البلدية عبد الله حمود مقال صحيفة وول ستريت، بأنه “متهور ومتعصب ومعاد للإسلام”.
وأضاف رئيس البلدية: “إجراءات جديدة ستكون سارية المفعول على الفور، ستكثّف شرطة ديربورن وجودها في جميع أماكن العبادة ومواقع البنية التحتية الرئيسية. هذه نتيجة مباشرة لمقال الرأي التحريضي في صحيفة وول ستريت الذي أدى إلى زيادة مثيرة للقلق في الخطاب المتعصب والمعادي للإسلام على مواقع التواصل والذي يستهدف مدينة ديربورن”.
ولعل ما يحرك القلق الأمني، ملاحظة المدافعين عن حقوق الإنسان ارتفاعا في معدلات معاداة الإسلام والتحيز ضد الفلسطينيين ومعاداة السامية في الولايات المتحدة منذ اندلاع الحرب في الشرق الأوسط في أكتوبر/تشرين الأول.
ومن بين الحوادث المعادية للفلسطينيين التي أثارت القلق إطلاق النار في نوفمبر/تشرين الثاني في ولاية فيرمونت على ثلاثة طلاب من أصل فلسطيني، وطعن طفل أمريكي من أصل فلسطيني يبلغ من العمر 6 أعوام حتى الموت في إلينوي في أكتوبر/تشرين الأول.
من جهته، علق الرئيس جو بايدن على المقال عبر منصة “إكس”، وقال إنه من الخطأ إلقاء اللوم على “مجموعة من الأفراد بناءً على حديث قلة قليلة منهم”.
وأضاف أن هذه الأفعال يمكن أن تؤدي” إلى التخويف من الإسلام وكراهية العرب، ينبغي ألا يحدث ذلك لسكان ديربورن أو أي مدينة أمريكية أخرى”.
“مدينة العرب”
وديربورن هي إحدى مدن ولاية ميشيغان التي تضم أكبر تجمع للأمريكيين العرب في الولايات المتحدة وأكثر من 310 آلاف نسمة من أصول شرق أوسطية وشمال أفريقية.
كما تعد المدينة بؤرة الغضب الأمريكي العربي المتنامي ضد الحزب الديمقراطي، جراء سياساته المؤيدة لإسرائيل، على خلفية الحرب الدائرة منذ أشهر.
اقتصاديا، تعد ديربورن من ضواحي ديترويت عاصمة صناعة السيارات الأمريكية وفيها يقع المقر العالمي لشركة فورد الشهيرة.
وتتألف التركيبة السكانية لسكان المدينة بصورة أساسية من الأشخاص المنحدرين من أصول أوروبية وشرق أوسطية، حيث توجد في المدينة أكبر جالية عربية في الولايات المتحدة من حيث العدد وأيضا من حيث نسبتهم إلى عدد السكان، إذ يبلغ عدد سكانها من ذوي الأصول العربية حوالي 40 ألفاً، ونسبتهم تقارب 40% من إجمالي السكان.
وزار بايدن الولاية الأسبوع الماضي، ورفض رئيس بلدية ديربورن عبد الله حمود، لقاء مدير حملة بايدن”، وقال: “لن أستمتع بالحديث عن الانتخابات، بينما نشاهد بثاً مباشراً للإبادة الجماعية المدعومة من حكومتنا”.
ودقت الزيارة ناقوس الخطر بالنسبة لبايدن، الذي يمكن أن تكون الولايات المتأرجحة، مثل ميشيغان حاسمة بالنسبة إليه في الانتخابات الرئاسية المقررة نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، عندما يواجه مجدداً سلفه دونالد ترامب كما تشير الاستطلاعات.
وفاز بايدن بشكل حاسم بين العرب والمسلمين عام 2020، لكن المحللين يحذرون من أن الكثيرين من الأمريكيين العرب قد يلازمون منازلهم خلال الانتخابات، أو يصوتون لحزب ثالث عام 2024، وفق تقارير أمريكية.
aXA6IDE5Mi4yNTAuMjM5LjExMCA= جزيرة ام اند امز