«COP16» للتنوع البيولوجي.. قمة إنقاذ الطبيعة
انطلق مؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي COP16، الإثنين، في كولومبيا، على أن يختتم بعد أسبوعين.
يسعى خلاله المشاركون إلى تحديد الوسائل اللازمة للإيفاء بتعهدات صون الطبيعة بحلول 2030.
افتتحت وزيرة البيئة الكولومبية سوزانا محمد المداولات مترئسة الدورة الـ16 من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي خلال جلسة عامة أولى استُهلّت بصلاة إلى الأرض-الأم “باتشاماما” تلاها أفراد من أحد شعوب السكان الأصليين في البلد البالغ عددها 150.
ويقام هذا المؤتمر وهو الأكبر من نوعه مع مشاركة متوقّعة لنحو 23 ألف شخص وسط تدابير أمنية مشددة في كالي عاصمة إحدى المقاطعات في جنوب غرب البلد حيث تنتشر أكبر مجموعة مسلحة منشقة عن القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) ترفض اتفاق السلام التاريخي المبرم سنة 2016 وهي تعهدت إفشال COP16.
ونُشر نحو 11 ألف جندي وشرطي كولومبي، بدعم من أفراد أمن من الأمم المتحدة والولايات المتحدة، لتعزيز الأمن في كالي حيث من المتوقع أن يحضر 140 وزيرا وحوالى 10 رؤساء دول.
واستعرضت سوزانا محمد أولوياتها الخمس لـ”مؤتمر كوب ناجح”، وعلى رأسها “أهمية الاعتراف بعمل السكان الأصليين والمجتمعات المحلية” التي تختزن أراضيها كبرى كنوز التنوع البيولوجي.
وقالت “تقضي المسألة بالإقرار بقدرات… من هم في الخطوط الأمامية لأزمة التنوع الحيوي وفي الخطوط الأمامية لحلولها”، مشيرة “نحن بحاجة إلى كلّ الأدوات المستمدة من تجارب البشرية القديمة”.
وقالت الوزيرة الكولومبية “نحن الطبيعة”، معتبرة أن هذا هو المنطق الذي سيسمح لنا “ببلوغ هدفنا المشترك الذي ينبغي أن يكون بالقدر عينه من الأهمية إن لم يكن بقدر أكبر من مسائل انتقال الطاقة ونزع الكربون” في الاقتصاد التي يتمّ استعراضها في مؤتمرات حول المناخ تلقى تغطية أوسع بكثير (مثل الدورة التاسعة والعشرين من مؤتمر الأطراف حول المناخ الذي ينطلق بعد ثلاثة أسابيع في أذربيجان)، بالرغم من الدعوات المتكررة للتوفيق بين أزمة المناخ والطبيعة.
تسريع الوتيرة
وأكدت سوزانا محمد أمام مندوبي البلدان الـ196 الأعضاء في الاتفاقية (من دون الولايات المتحدة) “ليس للكوكب وقت لإضاعته. وقد يكون مؤتمر كالي 2024 بصيص نور في عالم شديد الظلمة”.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد حثّ الأحد البلدان المشاركة في COP16 إلى “الانتقال من الأقوال إلى الأفعال… لأنّنا لسنا على الطريق الصحيح”.
ويعدّ مؤتمر الأمم المتحدة الـ16 للأطراف المعنية بالتنوّع البيولوجي أول لقاء للمجتمع الدولي منذ وضع خارطة طريق غير مسبوقة للحفاظ على الطبيعة خلال المؤتمر السابق الذي عُقد في العام 2022. غير أنّ تطبيق اتفاق “كونمينغ-مونتريال” الذي يحمل أهدافا طموحة للعام 2030 لا يُحرز تقدّما بالسرعة الكافية.
وكانت الدول ملتزمة تقديم “استراتيجية وطنية للتنوع البيولوجي” إلى مؤتمر الأطراف الـ16، على أن تعكس ما تقوم به في إطار الجهود الرامية إلى تحقيق الأهداف العالمية الـ23 المحدّدة، والتي تتلخّص في حماية 30% من الأراضي والبحار واستعادة 30% من النظم البيئية المتدهورة، وخفض معدّل المبيدات الحشرية إلى النصف… أو حشد 200 مليار دولار سنويا من أجل الطبيعة.
لكن تفاصيل هذه الآليات التي تعدّ ذات أهمية بالغة لمحاسبة البلدان، لم يتم اعتمادها بعد. وفي كالي، سيكون الهدف الرئيسي الإثبات أنّه سيتم الوفاء بالوعود قبل انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالمناخ (كوب 29) الذي سيُفتتح بعد ثلاثة أسابيع في أذربيجان.
وحتّى الساعة، لم يلتزم سوى 34 بلدا بتقديم هذه الاستراتيجيات كاملة. وقدّمت 107 بلدان “غايات وطنية”، أي التزامات مرتبطة بالأهداف برمتها أو بجزء منها، على ما أعلنت أستريد شوميكر الأمينة التنفيذية لاتفاقية التنوع البيولوجي.
وسيتطرق المؤتمر أيضا بنسخته السادسة عشرة إلى نظام لتشارك العائدات التي تجنيها شركات مستحضرات التجميل والصيدلة في البلدان الغنية من بيانات جينية متأتية من نبتات وحيوانات تُصان في البلدان قيد النمو.
ولا شكّ في أن عصب الحرب سيقوم على التمويل “ويُجمع الكل على أننا لا نحظى بالموارد اللازمة لهذه المهمة وعلى أننا بحاجة إلى مصادر تمويل أخرى”، بحسب ما قالت رئيسة المؤتمر داعية البلدان المتقدّمة التي يفترض بها توفير 20 مليار دولار في السنة بحلول 2025 إلى الإعلان عن تعهدات جديدة.
وكشفت منظمة “غرينبيس” من جهتها في تقرير نشر الإثنين أنه لن يتمّ التوصّل إلى هدف حماية 30% من المحيطات قبل نهاية القرن علما أنه حُدّد أساسا لما قبل 2030.
وصّرحت ميغن راندلز المستشارة السياسية للفرع البريطاني من المنظمة أنه “ينبغي للحكومات تسريع وتيرة المصادقة كي تتجلّى معاهدة دولية بشأن المحيطات في 2025″، وهو السبيل الوحيد لبلوغ هدف 30%.
aXA6IDJhMDI6NDc4MDphOjE0NTE6MDoxN2IzOjljNmY6MiA= جزيرة ام اند امز