قضية سفاح التجمع| أزمة عاطفية أو علاقة متوترة بالأم.. دوافع نفسية وراء السادية ضد النساء
السبت 25/مايو/2024 – 02:41 م
تردد اسم سفاح التجمع، خلال الساعات القليلة الماضية، حيث كشفت تحريات أجهزة الأمن العثور على 3 جثث لسيدات في محافظات مختلفة، وتبين أن وراء قتلهن شخص واحد، حيث تخصص النشاط الإجرامي لـ سفاح التجمع في إنهاء حياة النساء بعد ممارسة العلاقة الجنسية وتعذيبهن وإنهاء حياتهن بطريقة مأساوية وشرسة.
سفاح التجمع ورأي علم النفس
وحدد الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي والأعصاب، الدوافع النفسية التي من المتوقع أن تكون وراء جرائم سفاح التجمع، حيث قال في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، إن كل جرائم القتل التي تستهدف سيدات في فئة عمرية معينة، تعتمد على مرحلتين في حياة الجاني، وتمثل المرحلة الأولى من عمر 4: 14 سنة، وعلاقة مرتكب الجريمة بـ الأم، وزوجة الأب في حالة عدم وجود الأم، وفي حالة إذا كانت الأم شخصية غير سوية، ينتج لديه حالة من الكراهية تجاه الأم، ومن ثم تعميم لكل النساء بأنهن غير أسوياء، ومن هنا يبدأ لديه دافع الانتقام في فئة معينة من النساء، وعادة ما تكون الساقطات.
وأوضح الدكتور جمال فرويز، أن في حالة وجود زوجة الأب، وكانت مشاعره تجاهها عكسية بسبب سوء معاملتها له، ينتج عنه أيضًا تعميم الكراهية لكل النساء، ومن هنا يبدأ الاستدراج ووقوع الجريمة، ولكن هناك دوافع نفسية أخرى لتكرار جرائم قتل النساء، ففي حالة إذا كان الجاني مصابا باضطراب الشخصية العصابية، وأحب فتاة بشكل قوي، ووقع بينهما انفصال أو تعرض للخيانة، يحدث تعميم لكل النساء أيضًا ويبدأ الانتقام لنفسه.
سفاح التجمع والشخصية العصابية
وتابع الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي والأعصاب، أن الجاني يبدأ في استدراج النساء في أماكن خالية من شهود العيان، وهذا الأمر يشير إلى أنه واعٍ لما يفعله، ولكن المرض النفسي المحتمل التشخيص به هو الشخصية العصابية التشكيكية، كما أن المخدرات تعد جزءًا من تنفيذ الجريمة، فعادة يلجأ الجناة إلى المخدرات للقتل بدم بارد وبأريحية تامة، حتى لا يشعر بأي نوع من أنواع الضعف أو التعاطف مع الضحية.
فيما كشف الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، تكوين شخصية السفاح، قائلًا: بالفعل السفاح مش قاتل عادي، لأن السفاح في أبسط تعريفاته هو الشخص الذي يكثر من سفك الدماء والقتل، ويكون عدد الجرائم 3 وقائع أو تزيد عن ذلك، وتحدث بشكل منفصل، وعادة ما يطلق عليه القاتل المتسلسل، والسيكولوجية الخاصة به تكون مختلفة عن أي قاتل، ودائما ما يكون عمل القتل الذي يقوم به السفاح مخططا ومدبرا وغير عشوائي، ويتحول الأمر لهواية، تتمثل في القتل المتكرر بنفس الطريقة، وعادة ما يتم انتقاء الضحايا بناءً على اعتبارات نفسية أو عنصرية.
وأشار الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، إلى أن السفاح بشكل عام ينتقي نوعية معينة من النساء، بناءً على اعتبارات جنسية ونفسية، وبمجرد أن تصبح الضحية مهددة لأمنه وسمعته، يبدأ في قتلها، ودائمًا ما تكون الجريمة الأولى هي الأصعب، ومن بعدها يستسهل القاتل القيام بالجرائم، وهناك العديد من التغيرات النفسية التي تطرأ عليه، ومنها تعاطي المخدرات واضطرابات النوم، والتواجد بشكل متكرر في مسرح الجريمة.
جرائم سفاح التجمع تتسم بالثبات الانفعالي
وأضاف الدكتور وليد هندي، أن السفاح لا يقتل من أجل المال أو العرض أو الدين، ولكنه يرتكب الجرائم من أجل الإحساس بالقوة، والشعور بالكآبة النفسية، وتتسم جرائم السفاح بالثبات النسبي، والسفاح لا يقتل نتيجة موقف عارض أو مؤقت أو اندفاع أو تهور، ولكن لديه ثبات وتفكير تجاه الضحايا.
وأردف الدكتور وليد هندي أنه يتم تصنيف السفاحين إلى عدة أنواع، ومنها السفاح النوابي، وهو الذي تنتابه حالات معينة، والسفاح السيكوباتي، والسفاح الفصامي، ولكن سفاح التجمع هو خليط من النوعين الأول والثاني، حيث تنتابه رغبة جامحة في العنف والجنس، ومخ هذه الشخصية يختلف عن الشخص العادي، ومن خلال الآشعة المقطعية سيتبين أن لديه مجموعة عصبية مسؤولة عن الشر، وتكمن هذه الخلايا العصبية في الفص المركزي بالدماغ، وتظهر ككتلة داكنة في الآشعة.